الأحد، 17 يناير 2010

الحمل... تبدّلات كثيرة عليكِ مراعاتها




 

 
 يؤدي الغذاء دوراً مهماً في صحة الحامل وجنينها، فما هي مواصفات الغذاء المتوازن خلال هذه الفترة؟ وهل الغذاء السليم يعتبر كافياً، أم أن الحامل تحتاج إلى عناصر إضافية في حميتها وإلى ممارسة الرياضة؟

كشفت دراسة طبية أن الحوامل اللواتي يتناولن وجبات غذائية تحتوي على سعرات حرارية قليلة أو لا يتناولن وجبة الإفطار، يلدن أنثى غالباً. وتوضح الدراسة أن نوع المولود مرتبط بنظام الحامل الغذائي، وعند تناول كميات أكبر من السعرات الحرارية يأتي المولود ذكراً. في الدول المتقدمة حيث يختار معظم النساء الشابات تناول وجبات خفيفة، تتراجع معدلات المواليد الذكور. وعلى رغم أن نوع المولود تحدده جينات الأب، لكن مستويات سكر الغلوكوز المرتفعة تشجع على إنتاج أجنّة ذكورية.

تغييرات

يساعد الغذاء المتوازن في ولادة سهلة لطفل يتمتع بصحة جيدة، لأنه يؤثر إيجاباً على صحة الأجنة خلال نموّها داخل الرحم.

وخلال فترة الحمل تطرأ على جسمكِ تغييرات فيزيولوجية وهرمونية تؤثر على احتياجات جسمكِ، وعلى كفاءته في الاستفادة من العناصر الغذائية. من هذه التغييرات:

1. فيزيولوجيّة

خلال فترة الحمل يزداد حجم الثدي والرحم ووزنهما، وينخفض إفراز الحامض المعدي، وتتدنى نسبة امتصاص الحديد والكالسيوم في الجسم. كذلك يزيد إفراز بعض الهرمونات. لذلك ينصحك الأطباء بتناول أطعمة تحتوي على العناصر الغذائية التالية:

• الحديد: ارتفاع مستوى الدم وعدد خلايا الدم الحمراء خلال الحمل تستلزم عليكِ زيادة احتياجاتكِ من الحديد، لذلك تناولي من 15 إلى 30 مليغراماً من الحديد.

عند الولادة، يفترض أن يكون لدى الطفل مخزون من الحديد يبقى معه لمدة تتراوح ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر، والمولود يحصل على الحديد من مخزونك. لهذه الأسباب تُنصح الحامل بتناول حبوب الحديد طوال فترة الحمل، ولمدة شهرين إلى ثلاثة بعد الولادة.

• فيتامينD: كي يتسنى للجنين امتصاص الكالسيوم وتوزيعه في جسمه وبالتالي بناء عظام سليمة، مدّي جسمكِ بـ 10 ميكروغرامات من الفيتامين D يومياً، من خلال تناول الحليب والألبان والأجبان المدعمة بهذا الفيتامين.

• فيتامين C: يساعد الفيتامين C في امتصاص الحديد من الأمعاء، لذلك تناولي أطعمة غنية به مثل البرتقال والليمون والطماطم.

• الفولاسين: تزيد حاجتكِ الى الفولاسين من 180 ميكروغراماً إلى 400 ميكروغرام يومياً لأنه يدخل في تشكيل الأحماض النووية. وعدم تناولكِ الكمية الكافية منه أثناء مرحلة تكوين الجنين الأولى يؤدي إلى تشوّهات خلقية في الجنين وعدم انغلاق حبله الفقري، لذلك لا بد من زيادة تناول الخضار الخضراء (السبانخ) والكبد وغيرها من المأكولات الغنية بهذا الفيتامين.

2. هرمونيّة

خلال الحمل يزداد إفراز بعض الهورمونات بشكل متواصل، فمهمة الأخيرة تحقيق أكبر قدر ممكن من الاسترخاء. لذا تكتسب المفاصل القوية والمشدودة بإحكام، بفعل تأثير هذه الهورمونات، الليونة والمرونة.

وعلى رغم أنها مفيدة، إلا أن للهرمونات تأثيرات سلبية عليكِ مراعاتها مثل زيادة الألم في الظهر، وارتفاع احتمالات إصابات المفاصل عند القيام بحركات بدنية غير منضبطة.

غذاء متوازن

يوفر لكِ الغذاء الصحي المتوازن احتياجاتكِ كافة من العناصر الغذائية إلا الحديد. ولتوفير حاجتك من العناصر الغذائية، نوّعي وجباتكِ بين الحليب ومنتجاته والخضار والفاكهة والبقوليات واللحوم والحبوب والمغنزيوم. بالنسبة إلى اللحوم، تفضَّل تلك البيضاء مثل الأسماك والدواجن لأنها تمدكِ بالبروتين والحديد والزنك أما الحليب والأجبان، فيمدان جسمكِ بالبروتين والكالسيوم والفيتامين D. فيما تزوّدكِ الخضار والفاكهة بالفيتامينات والمعادن والألياف الهامة جداً لتجنب الإمساك.

بالنسبة إلى الخبز ومنتجات الحبوب، فالأفضل أن يكون القمح المستعمل وغيره من أنواع البقول غير منزوع النخالة، لأن الأخيرة تحتوي على الألياف وبعض الفيتامينات. وتزوّدكِ هذه المجموعة بالسعرات الحرارية (الطاقة) والفيتامينات والمعادن.
يشار إلى أنه في حالة حمل صغيرات السن، وسوء تغذية الحامل وحمل التوائم، يكون تناول هذه الفيتامينات والمعادن ضرورياً جداً. وبالإضافة إلى التغذية السليمة، لا بد من الاستراحة فترة كافية بين الحمل والحمل الذي يليه كي يتسنى للأم استعادة صحتها.

الوزن

يقرّر الطبيب زيادة الوزن المحبذة خلال أشهر الحمل التسعة تبعاً لوزنكِ قبل الحمل. ويمكن تقديره بطريقة تقريبية تعرف بمؤشر كتلة الجسم: أقسمي وزنكِ بالكيلوغرامات على مربع طولكِ بالأمتار، فإذا كانت النتيجة أقل من 19.8، فهذا يعني أنكِ تعانين من النحافة، وإذا كانت بين 19.8 إلى 26 فوزنكِ مناسب. أما إذا تراوحت النتيجة بين أكثر من 26 إلى 29، فهذا يشير إلى أنكِ تعانين من زيادة في الوزن، وإذا زادت النسبة عن 29، فأنتِ تعانين من السمنة.

الرضاعة

تشير الأبحاث الطبية إلى أن إحساس الجنين بالطعم يبدأ بالنمو والتطور بين الأسبوع الـ13 والـ 15 من الحمل. وحينما تتناولين الطعام، لا تمتص الأمعاء العناصر الغذائية فيه، مثل البروتينات والسكريات والدهون فحسب، بل تمتص أيضاً تلك المواد الكيماوية التي تُعطي للأطعمة مذاقها. وهذه المواد تسري في الجسم كله مع الدم.

يقول الباحثون إنه حينما تتبعين إرشادات صحية خاصة بالتغذية، وتتضمن تناول الخضار والفاكهة، يتعوّد طفلكِ على طعم تلك الأنواع المختلفة من الطعام، حتى خلال أولى مراحل تكوّنه لأن طعم المنتجات الغذائية يصل إليه من خلال الدم عبر المشيمة.

عندما تتناولين الأطعمة الصحية بعد الإنجاب، تنقلين إلى رضيعكِ طعم الفاكهة والخضار المختلفة عبر حليب الثدي، ما يجعله يُقبل على تناولها ويتقبل طعمها الطبيعي لاحقاً.
تصل مكوّنات طعامكِ إلى حليب ثدييك في مرحلة الرضاعة، وبالتالي إلى طفلكِ. لذا يحذر الأطباء من تأثير تناول أدوية معينة خلال فترة الرضاعة الطبيعية، خوفاً من وصولها، عبر حليبكِ اإلى جسم طفلكِ.

وقال الباحثون في دراسة أجريت على مجموعة من الأطفال الرُضّع، إن هؤلاء أظهروا ميلاً لتذوّق الخوخ لأن أمهاتهم يتناولن كميات متنوعة وكبيرة من الفاكهة. وأضافوا أنه من الممكن أن يكون سبب ارتفاع مستوى تقبّل طعم الخوخ زيادة تعرض الطفل لطعم الفاكهة من خلال حليب ثدي أمه.

الرياضة

متابعة الحوامل الطبية، وسيلة لتحقيق أفضل ما يُمكن لسلامة الأم والجنين وإتمام ولادته. لذا لا بد من استشارة الطبيب، في كل ما يهمكِ من تساؤلات. مثلاً، كيف ومتى ولماذا عليكِ ممارسة الرياضة؟

تختلف نصيحة الأطباء في هذا المجال بحسب صحة المرأة والحمل والجنين، ومدى ممارستها الرياضة قبل الحمل.

خلال الحمل، مارسي الرياضة على فترات قصيرة ومتكررة، ووازني بين أنواع التمارين: هوائية، أيروبيك، مرونة العضلات والمفاصل، وتقوية العضلات، مع مراعاة تناول السوائل، وتجنّب التعرض للإجهاد أو لرياضة تتطلب مهارات في الحركة والتوازن بين الأسبوع الـ 12 والـ24 من الحمل.

كي تعرفي مدى مقدرتكِ عل القيام بمجهود بدني، ثمة أربعة جوانب رئيسة عليكِ ملاحظتها:

• زيادة الوزن: يُتابع الطبيب زيادة وزنك خلال فترة الحمل. فالكيلوغرامات المتركّزة في منطقة البطن، بسبب نمو كتلة جدار الرحم والجنين والمشيمة تعيق حركة العضلات ومفاصل الجسم كله، ما يؤدي إلى صعوبات في حركة الحامل العادية، أو في ممارسة الرياضية. لذلك عليكِ تناول غذاء صحي والابتعاد عن الدهون والحلويات.

• مركز الجاذبيّة: تؤدي الزيادة في الوزن وحجم البطن إلى انتقال مركز ثقل الجسم وجاذبيته نحو الأمام، بدلاً من العمود الفقري. لذا، ومن دون أن تشعري، يعمل جسمكِ على تعديل مركز الثقل الجديد عبر تغيير هيئته أثناء الجلوس أو الوقوف أو المشي.

تتم إعادة التوازن هذه بوضع الجسم مزيد من الضغط على منطقة أسفل الظهر. تُؤدي هذه الآلية، إلى أمرين: عدم تمكنكِ من ممارسة الهرولة، وشعوركِ بآلام في منطقة الظهر.

• تدفّق الدم إلى الجنين: تبعاً لآليات عدة، يتدفق الدم إلى الجنين عبر المشيمة والحبل السري. وإحدى آليات جذب الدم وتسهيل تدفقه إلى الجنين هي الفارق بين درجة حرارة الجنين وبين درجة حرارة الأم.

عندما تمارسين رياضة المشي أو غيرها في أجواء مناخية حارة، ترتفع حرارة جسمكِ، وإذا لم تحرصي على شرب الماء مراراً، لن يصل الدم إلى الجنين. وإذا أضفنا الى ذلك استنشاقكِ الغبار والملوثات، واحتمالات سقوطكِ أو اختلال توازنكِ، فإن تقييم المشي في أرصفة شوارع المدن الحارة، لا يشير إلى فوائد صحية بتاتاً


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق